أما آن الأوان لإيقاف إساءات قطاع الإعلان في السعودية؟

قياسي

تنفق الشركات السعودية سنويًا ما قد يصل إلى 5625 مليون ريال في سوق الإعلان -بحسب صحيفة اليوم-، وتدفع شركات الاتصالات جزءًا كبيرًا منها، ورغم كثرة المتخصصين في مجال الإعلان، من حاملي الشهادات الجامعية أو أهل الخبرة والممارسين؛ إلا أن ذلك لم يمنع حدوث الكثير من الأخطاء البدائية، سأحاول أن أستعرض بعضًا منها في هذه المقالة، وسأسعى جاهدًا لأن أستعرض بعضًا من الملاحظات على هذا القطاع، وأول هذه الملاحظات هي ندرة السعوديون فيه، من ناحية التنفيذ والتشغيل، بل وحتى من ناحية ما يسمون بالمؤدين للإعلان “Models”؛ فكم تضاحك مشاهدوا بعض الإعلانات من مظهر المؤدي للإعلان وهو يلبس زي، لا يتقن لبسه!

خطأ آخر يكثر في الإعلانات المتضمنة لعناصر “صوتية”، الخطأ هو استخدام لهجة مغايرة للهجة الفئة المستهدفة؛ ببساطة ومع كامل احترامي، إذا كان المستهدف في الإعلان سعوديًا، فلماذا يقدم الإعلان بلهجة شامية أو مصرية…الخ؟

ومن الملاحظات على هذا المجال عدم احترام العادات والتقاليد في بعض الأحيان، وعدم احترام اللغة المعلن بها -اللغة العربية- في كثير من الأحيان؛ فكثيرًا ما نرى إساءة لغوية تتمثل في ما يسمى بـالـ “إنجليزي المعرب” والغريب في ذلك أن الجهات المعلنة تتجاهل هذا الشيء، بل وتتعامل وكأن المتلقي شخصٌ لا يهتم لهذه الأشياء؛ رغم أنها ترسل للمتلقي إشارات سلبية وتجعل منه حاملًا  لمشاعر سلبية تجاه الجهة المعلنة، فببساطة يشعر بأنها تعتبره شخص مغفل!!

وكما أسلفت، هذا القطاع لا يحترم -في بعض الأحيان- العادات والتقاليد، بل والدين، وإلا فبماذا يفسر به إعلان لمقوِ جنسي في فترة الذورة؟ تقول في المؤدية للإعلان “العيال خلصوا الواجب وأنت يا أبو فيصل لا تنس الواجب”!! في دول لا تملك من العادات والتقاليد شيء -أمريكا مثلًا- يراعى هذا الجانب فتحدد أوقات للإعلانات؛ ففي كل وقت يسمح بإعلانات معينة، والإعلانات المشابهة للإعلان السالف ذكره -أذيع في قناة سعودية- لا يسمح بها إلا في أوقات متأخرة من الليل؛ لأنها لا تناسب طفل بعمر 6 سنوات، بينما أصحابنا يدخلون مثل هذا الإعلان في مسلسل تجتمع الأسرة لمشاهدته.

وبشكل عام فإن هذه الملاحظات تسبب بأخطاء؛ وهذه بعض النماذج لأخطاء شركات كبيرة، كان من الأجدر أن تحذر منها، وتذكروا أن هذه للشركات الكبيرة التي تدفع مئات الملايين على التسويق، فكيف بالمنظمات الصغيرة والمتوسطة؟ أظن أن لسان حالكم بعد مشاهدة الصور التالية سيكون “إذا كان رب البيت للدف ضاربًا ** فشيمة أهل البيت الرقص” وكأني بكم تقولون “ما نلوم الشركات الصغيرة دام الكبيرة كذا”

1- أخطاء في تصميم العبوة من سفن دايز (تمتلكها شركة المراعي):

لن أتحدث عن اسم المنتج “سفن دايز”
حديثي عن تصميم العبوة يتكلم عن الألوان النهائية للمنتج، فجعل منها بلوني الفانيلا والكرز..
السؤال: هل الفانيلا بلون أسود أم أبيض؟
قد يرى البعض أنه من الصعب جعل الخلفية سوداء؛ ليتمكن المسوقين من كتابة جزء “حشو” باللون الأبيض، وهذا ليس بعذر؛ ففريق التسويق لا تنقصه الحيل ومنها:-
1- وضع إطار للنص باللون الأسود.
2- وضع إطار لجزئية حشو بلون الكرز وجعله بالأبيض والعكس مع جزئية “تين”
3- تغيير مكان النص.
4- جعل النص بالكامل باللون الأسود.

 

 

2- أخطاء غريبة من مكتبة جرير في اللغة، عن نفسي أظن أن فريق مكتبة جرير التسويقي يستعمل ترجمة قوقل؛ ولا أرى هذا إلا إستهتارًا بالعميل  !!

“عند الشحن ليس خيارا” والمقصود به عندما لا يكون الشحن خيارًا
“جلاكسي أس 4” والمقصود جالكسي اس 4

“يمكن لك” المقصود يمكنك
“شاشو الجلاكسي أس 4” المقصود شاشة الجالكسي اس 4

3- أخطاء من شركة زين في اللغة:-

إما أن تعلن باللغة الإنجليزية أو أن تبتعد عن العبث، وإلا فما الهدف من إستخدام كلمة “وًن” بدل “One” ؟
أمر آخر، “لاي” خطأ، والمقصود لأي،، (المبنى الذي ظهر في الخلفية شوش قليلًا)

هذه الصورة مجرد تلطيف جو.. في الحقيقة لا يمكنني التعليق؛ مجرد فاصل فكاهي !

والآن بعد أن استعرضت بعض الأخطاء في الإعلانات من شركات تصنف من ضمن شركات النخبة، بل معظمها إن لم تكن جميعها قيادية في قطاعاتها؛ يحق لي أن اتساءل، لمن تذهب ألوف الملايين؟ ألناس يقعون في أخطاء بدائية غير المتخصص قادر على أن يتفاداها.

وجهة نظري أن على تلك الشركات أن تعيد حساباتها؛ خاصة جرير فهذه الأخطاء في صفحة واحدة من مجلتها الدورية (وقد تواصلت مع أحد مسؤوليها الذي صدمني بعدم اهتمامه.. وفي النهاية عن نفسي لن اخسر شيء، ربما هم من يخسرون احترام العملاء)

في مقال قادم سأستعرض بإذن الله أخطاء في العلامات التجارية وغير ذلك مما تقع فيه المنظمات وتقع الملامة -غالبًا- في ذلك على فريق التسويق.