خطرت لي فكرة هذا المقال بعدما قرأت مقالًا للدكتور فتحي نعينع تحدث فيه عن أن بعض شركات الأدوية وبعض الدول تبتكر وتعدل على بعض الأمراض لتبيع شيئا مما تنتجه، وفي الحقيقة هذه كانت وجهة نظري -بِلا نظرية المؤامرة- ومثل كلام الدكتور لي الإثبات من شخص متخصص بمزيد من القرائن والشواهد.
ربما كان العنوان مستفزًا وقاسيًا على البعض، ولكنه وبكل تجرد عنوان “مُلطف”؛ فما تقوم به بعض الشركات من جرائم محرمة دينيًا وقانونيًا ويرفضها كل من بقلبه شيء من الإنسانية.. ناهيك عن البشر الطبيعيين.
للتسويق القذر أشكال عديدة، ما يهمنا منه في هذا المقال هو ذلك التسويق الذي يسعى لبيع ما تنتجه المنظمة باختلاق الأزمات؛ فقد تبتكر المنظمة علاجًا لمرض ما، وهي من ابتكرت ذلك المرض ونشرته لتبيع لقاحها الحصري، وقد تبتكر المنظمة مكافحًا لفيروسات (برمجية) وهي ممن يساهم في نشر تلك الفيروسات لتقنع المستهلك بأنه مازال بحاجة إلى المكافح الذي ابتكرته، بل تقوم بعض المنظمات بجعل المستهلك يستبدل سلعته القديمة الجيدة بسلعها الأحدث؛ وعندما تقوم تلك المنظمة بتحديث نظام تشغيل الجهاز فهي تجعله أضعف من ذي قبل، ولو كان ظاهر التحديث التحسين فباطنه حث المستهلك على شراء جديد الشركة.
على سبيل المثال اسوق لكم تجربتي وتجربة صديق وأقرباء لهواتف أنتجتها Apple الأمريكية، الهواتف وقت صدورها كانت ثورة في السرعة والكفاءة والأداء العالي، ثم بعد حصولها على آخر الترقيات البرمجية أصبحت كثيرة المشاكل، بطيئة الإستجابة عكس ما كانت عليه، وتزامنت هذه المشاكل مع صدور أجهزة أحدث، لنفس الشركة، هذه المشكلة تكررت في إصدارات منها Iphone 3gs , Iphone 4 !!
في الختام: ربما لا أكون ممن يسلمون تمامًا لنظرية المؤامرة ولكن تكرار الأحداث وتواترها يمنحني كما منح غيري، حق التساؤل والاستغراب والتعجب ما يصل بي إلى استنتاجات لا ادعي صحتها، ولكن أعرضها لعلها تفتح مجالًا للتفكير..