ثلاثة من كل خمسة مديرين سيهملون طلب التوظيف ويتجاوزونه للطلب التالي إذا لم يتمكنوا من الوصول لحسابات المتقدم للوظيفة في وسائل التواصل الاجتماعي، هذه النتيجة الغريبة أتت بعد استطلاع لأراء مجموعة من المديرين وأرباب العمل في أمريكا حول أهمية الصورة التي يعكسها المتقدم للوظيفة في وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر، فيس بوك، انستقرام.. إلخ) وهذه النتيجة ليست إلا مؤشرًا لأهمية تواجدك في وسائل التواصل الاجتماعي فالأمر لم يعد لمجرد التسلية وتمضية الوقت؛ بل تجاوز ذلك ليصبح أحد أهم ركائز ما يسمى بـ “اقتصاد السمعة” -وأنصحك بالبحث عن هذا المصطلح– ولكن السؤال، ما مدى مخاطرة أن يشكل تواجدك في وسائل التواصل الاجتماعي جزء من اقتصاد سمعتك؟ خطر قد يهدد حاضرك، ومستقبلك، بل وفي بعض الأحيان حياتك.
فببساطة، لو وجهت لك سؤالًا حول ما الذي سيحدث لك بعد يومين فلن تتمكن من الإجابة بشكل قطعي فكيف بمعرفتك بما ستكون عليه بعد بضع سنوات؟ وهنا أعظم مخاطرة قد تتحملها نتيجة لاستخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل سيء؛ فطالب اليوم وزير الغد، ومغمور اليوم قد يصبح مشهورًا بعد سنة، والموظف العادي قد يصبح في موقع حساس، وهنا المشكلة، فقد تكون محادثة قصيرة -يستهان بها في وقتها- قنبلة مدمرة، كما في محادثة مؤسس “فيس بوك” مارك زوكربيرج مع أحد أصدقائه -في بداية عمل الموقع- التي عرض فيها منح صديقه -بدون مقابل- أي بيانات يرغب بها عن أي مشترك في موقعه، بل وتجاوز ذلك بوصفهم بـ”الأغبياء للغاية”؛ لأنهم منحوه الكثير من المعلومات عن حياتهم.
ومن ناحية أخرى، فإن توجهك لأن تكون ممن يبحثون عن إشباع رغباتهم في التحدث والضحك بدون اتزان ولا تعقل، قد يعكس صورة سيئة عنك كما في حالة أحد الوزراء الذي لم يجد بدًا من حذف حسابه في تويتر بعد تعيينه في منصبه؛ فحسابه مليء بالهزل، ولكن فات عليه أن هناك مواقع تحفظ جميع التغريدات وإن حُذف الحساب، ولذا فإن هذا الوزير مازال يواجه السخرية بين الفينة والأخرى، وهذا ما يمكن أن تجنيه إن لم تفرق بين حديث مجلس خاص والتحدث (النشر) في وسيلة تواصل سجل فيها ما يزيد عن 500 مليون شخص.
ومن الأمور التي ينبغي وضعها في الحسبان أن ما تنشره أو تعيد نشره في وسائل التواصل الاجتماعي قد يدخلك في مشاكل لا علاقة لك بها، كما في حالة أحد المشاهير الذي لم تشفع له نيته الحسنة عندما قام بإعادة تغريد لحالة إنسانية، ليتم بعد ذلك استدعاءه من جهة أمنية ومن ثم تقديمه للمحاكمة، فالحساب الذي غرد بالتغريدة الأساسية حساب مشبوه وله توجهات مخالفة؛ ما اظهر هذا المشهور بمظهر من يروج لحساب مشبوه!
وأخيرًا.. قد يضيع جهد عشرات من السنين بنقرة زر؛ فبمتابعة حساب أو تدوير لتغريدة قد تتغير حياتك إلى الأسوء. لذا راقب يديك وأحكم تصرفاتها، لئلا يقال لك: “تغريدك أوكا وفوك نفخ”!
هـ1439-08-28