إنها الشيخوخة التي قد تصيب شاب في العشرين من عمره.. لا تعجب؛ إنها تداهمه في صورة الإحباط، الكسل، عدم وجود هدف، الرغبة في بقاء كل شيء على ما هو عليه، الظن بأن الدنيا تحمل له التغيير الذي يتمناه وإن لم يعمل له ولن يعمل!
لدي حاسب محمول ظننت أنه يعيش أيامه الأخيرة بعد صحبة طويلة؛ رافقني في أكثر من ثلثي رحلتي الجامعية، ثم الماجستير ابتداء من أول يوم وحتى ترتيب ثم تحليل البيانات التي جمعتها لبحثي وانتهاء بتسليم ذلك البحث، وخلال هذه المدة كان أداء الجهاز يتردى يومًا بعد الآخر وهذه سنة الحياة.
أسفت لحاسب يحمل قدرات هائلة -حتى في وقتنا الحالي- أن تكون هذه نهايته، ولأني تعلمت أن أقارن بين العائد والتكلفة فقد قمت بمقارنة العوائد المحصلة من استبداله بالتكاليف المترتبة على ذلك ولست هنا في محل لسرد ذلك، ولكن اكتشفت أن استبداله أمر لا داعي له؛ فمازالت قدراته عالية ولكنه يحتاج لتغيير بسيط يصنع الفارق، تغيير يعيده للإنجاز، للأداء، للكفاءة المأمولة، وهنا أحدثت التغيير المنشود؛ رقيت قرصه الصلب لـ (SSD) فبهرني بأدائه؛ أداء كيوم استخدمه أول مرة، بل أفضل وبكثير!
وهنا خطرت فكرة هذه التدوينة؛ تخيل أنك هذا الجهاز وأنك استمريت على ما أنت عليه لسنوات، دون تغيير، دون تطوير، من دون أي جديد،، ستشيخ، حتمًا ستكون كذلك ولو كنت في عقدك الثاني!
وقبل الحديث عن معرفة نوع التغيير الملائم لك لابد أن نتفق أن عملية التغيير الناجحة تستلزم وجود قناعة تنبع من داخلك بضرورة هذا التغيير وحتميته لصنع الفارق في حياتك بشكل عام وذلك يشمل نظرتك للحياة، لعلاقاتك الاجتماعية، المهنية، بل وحتى في نظرتك لعملك، لتخصصك الدراسي، ولفرصك المستقبلية التي ترغب بها بل والتي تظن أنها ضاعت منك ودخلت بسببها في دوامة الإحباط واللا إنجاز.
ستسأل، كيف أعرف أن هذا التغيير البسيط سيصنع الفرق؟
أجيب بكل تجرد، إن أول خطوة في جعل أي تغيير يحدث فرقًا هي أن تتأكد أن لديك هدف؛ هدف ترغب به، ترغب به حقًا، وبعد ذلك وبكل بساطة أنت أدرى الناس بما تحتاج وبما تحب؛ فإحداهن تتغير من قصة شعر جديدة وأحدهم يتغير بسبب خلفية جديدة لهاتفه المحمول!
إن ذلك التغيير المنشود هو تغيير يدفعك للإنجاز، للأداء، للاستمتاع بما تعمل، أي أعمل ما تحب كما تحب مع من تحب وضع خطة بديلة دائمًا لئلًا تدخل في حالة إحباط إن لم يتيسر لك تحقيق الخطة “أ”.
وأنت!
ما الذي سيغيرك؟ ولماذا ستتغير؟ متى ستحصل على التغيير الذي يحسن جودة حياتك؟
هنا أنتهي، سأذهب للاستمتاع بأداء حاسبي المحمول، وسنحتفل أنا وهو بعودته للإنجاز، للأداء الهائل الذي يليق به !