لماذا يحصل البعض على نتائج ضعيفة رغم بذلهم لجهد في العمل/الدراسة؟ في البداية، هذه التدوينة حصيلة تجارب شخصية وغير شخصية وخبرات متراكمة لغيري ولي فيما يتعلق بالعمل والدراسة (بالتحديد في أداء المهام والتكليفات والدراسة للامتحانات).

أعتقد من المناسب في البداية مناقشة فكرة “الفشل= الغباء” قبل الشروع في مناقشة فكرة أن الغباء قدر أم اختيار. البعض يصف من يفشل في أداء شيء معين بـ”الغبي” في ذلك الشيء، فمن يحصل على درجات ضعيفة في دراسته يسمى “غبي دراسة” وفي هذا إجحاف لأن هذا الوصف غالبًا ما يتجاهل مسببات هذا الفشل، هذا لو سلمنا أنه فشل أصلًا. عمومًا، من وجهة نظري لا يوجد شخص غبي وشخص ذكي، بل يوجد عاقل ومجنون، فأما المجنون فلا شأن لنا به،بينما العاقل ينقسم لثلاثة أقسام:

• الأول قسم عرف نفسه أي عرف إمكانياته وقدراته وعمل بها.
• القسم الثاني عرف نفسه، ولكن لم يعمل.
• القسم الثالث جَهِلَ نفسه فهو يظن أنه ضعيف ووو… إلخ.

بعد سنوات في التعليم كطالب ومعلم اجزم أن الأمر كله -بعد الله- في أن من يصفهم الناس بأوصاف مثل “غبي دراسة، فاشل، ما يفهم، موب حق دراسة.. إلخ” لديهم مشكلة واحدة -هذا لو افترضنا وجود الرغبة والدافعية للعمل- وهي أنهم يحاولون إنجاز المهام -كالمذاكرة مثلًا- بطريقة لا تتناسب مع قدراتهم التي وهبها الله لهم، فالبعض قوي بالحفظ والبعض سريع الفهم.. إلخ ولكنهم يعملون/يدرسون بطرق لا تتناسب مع قدراتهم.

نفس الموضوع مع طريقة الدراسة للامتحان، البعض بصري والآخر سمعي وغيرهم يحفظ بالكتابة المتكررة وهكذا… والسر في اكتشاف الطريقة التي تناسبك لأداء المهام ثم تكييف طريقتك في العمل لها بناء على ذلك. مثال: في إحدى المقررات التي تحتاج للفهم حسيت بصعوبة في مسألة ما أثناء الدراسة للامتحان وأنت شخص قوي الحفظ، لذلك تقدر تتغلب على هذه الصعوبة بحفظ طريقة الحل وليس بفهم طريقته وهكذا… راعين الكورة ممكن يعرفون سخرية البعض من إيطاليا وطريقة لعبها الدفاعية، ولكن الدفاع جاب لها كأس العالم لأنها انطلقت وركزت على نقاط قوتها واللي تكسب به العب به!

 

ختامًا، يقال أن كلانس بليشر صاحب مقولة “الموظف الكسول سيعطيك طريقة سهلة لإنجاز الأعمال الصعبة” حكى ذات مرة عن جزء من تجربته الإدارية في الكونجرس الأمريكي المتعلقة بالمقولة فقال: ضع رجلًا كسولًا وبعد أيام ستجد أنه وصل لطريقة سهلة لإنجاز عمل صعب ومعقد أعياك تبسيطه! بالتوفيق.