تخيل أنك عداء.. هل ستبدأ بالركض قبل الاحماء؟

قياسي
هذه التدوينة عن تجربة شخصية في الوصول لمرحلة التركيز في العمل، لخصت فيها عشرة نقاط رفعت مستوى التركيز عندي.
وهي -أي التدوينة- تتمة لتدوينة سابقة عنوانها “هوس الإنتاجية ومفهوم العمل العميق
في البداية دونك هذه القصة القصيرة: حقق خالد العديد من الإنجازات في مسابقات الجري للمسافات الطويلة، كيف لا وهو يتمرن بشكل مستمر ويبتعد عن كل ما يؤثر سلبًا على لياقته وصحته. في يوم ما، تكاسل خالد عن القيام بالإحماء اللازم قبل بداية الركض وبدأ بالجري وبعد مسافة قصيرة

أصيب خالد بشد عضلي منعه من اكمال تمرينه، بل وتسبب له بإصابة أجبرت طبيبه على منعه من إجراء أي نشاط رياضي لفترة من الزمن. يعرف خالد ما يلزمه للوصول للوضع الأمثل للقيام بالجري، ولكنه تكاسل عن ذلك ما تسبب في النهاية بإصابته، بل ومنعه من الجري لفترة ما.

فكم خالد فينا؟
شخصيًا كنت أعاني من الوصول لمرحلة التركيز في العمل وبالتالي الوصول لمرحلة العمل العميق، وبعد تجارب عديدة توصلت إلى مجموعة من العوامل التي ساعدتني ومازالت تساعدني على الوصول لتلك المرحلة؛ الأمر الذي مكنني من القيام بأعمال تتطلب تركيزًا عاليًا وإنتاجية مرتفعة خلال فترة زمنية ليست بالطويلة نسبيًا. قبل سرد ملخص لمجموعة من العوامل التي ساعدتني على التركيز تجدر الإشارة إلى حقيقة الاختلافات فما يلائم محمد قد يضر خالد وهكذا؛ لذلك حاول أن تكتشف ما يصلح لنفسك بنفسك!
الخلاصة “حتى نفسك تقدر تبرمجها وتخليها تنتج إذا صار عندك ساعات عمل محددة يوميًا وهي تعرف أن بعد ساعات محددة للشغل خلاص ما فيه شغل!”
2- من قال لازم 100% من أول مرة!؟ لا تشغل بالك بجودة الشغل من أول مرة؛ هوس الكمال مضيعة للوقت وتشتيت عن المهمة الكاملة لأجزاء شكلية. مثلًا إذا كنت تكتب احذر يضيع الوقت للبحث عن الكلمة المناسبة، إذا تكتب بلغة ثانية وحسيت نفسك “مدقر”، اكتب بلغتك الأم ثم بعدين راجع، وصلح وطور وعدل!
3- ابحث عمّا يزيد من إنتاجيتك: مثلًا الشاشة الإضافية. فيه شاشات متنقلة وفيه شاشات كبيرة وثابتة وتقدر تحول جهازك اللوحي لشاشة إضافية، سواء يشتغل ios أو Android. عمومًا الشاشات الإضافية تزيد الإنتاجية بما يزيد عن 40%!
4- تجهيز مكان عمل مريح صحيًا: من حيث الإضاءة، الجلسة.. إلخ، بعض الناس يشعر بالتشتت لو غير مكان عمله والبعض لا يطيق العمل المستمر في نفس المكان. شخصيًا لدي مقوم للظهر، وقاعدة لرفع الأرجل (تكرمون) وكرسي العمل يمكن التحكم في ارتفاع أذرعه.. إلخ.
5- أنت إنسان: العمل في نهاية الأسبوع استثناء وليس عادة؛ فأيام الراحة لها نفس درجة أهمية أيام العمل. أيضًا أثناء ساعات العمل احصل على قسط من الراحة (مثلًا 5 دقائق مشي بعد كل 45-60 دقيقة جلوس). (أدوات التركيز قد تساعد على تنظيم هذا الشيء، كالساعات الرملية والهواتف الذكية).
6- خلص احتياجاتك قبل بداية العمل؛ قهوتك، كأس ماء، أكل، ارسال بريد مهم.. إلخ. كل هذي مشتتات يمكن التغلب عليها قبل البداية في العمل!
7- تجنب المشتتات: في الجوالات الحديثة خصائص تساعد على التركيز كوضع عدم الإزعاج أو وضع التركيز. أيضًا يمكن ارتداء سماعة لحجب الضوضاء وليس شرطًا أن تستمع لشيء، وإن كان.. صوت الموج “ترى” مريح!
8- العمل في ساعات محددة: خطرت لك فكرة في غير ساعات العمل؟ لا تشتغل لا تشتغل لا تشتغل، فقط اكتبها بملاحظة في الجوال أو ورقة.. إلخ، وعد لها لاحقًا.
9- كافئ نفسك: انتهيت من عمل اليوم أسرع من المتوقع؟ إذا لا للعمل في بقية اليوم، خذ راحة!!!
10- تحديد خطة وتسلسل للعمل: خطة العمل مهمة لضمان أن وقتك ما “يروح تحديثات للكمبيوتر وترتيب لسطح المكتب!”. وفي الختام، هذه تجربة شخصية وكما قال القائل -وأظنه الغذامي عبدالله- مرة، “هذا رأيي أعرضه ولا افرضه” فخذ ما يناسبك ودع سواه. بالتوفيق.
(هذه التدوينة في أصلها سرد في تويتر، لقراءتها في تويتر انقر هنا)