دروس أربعة علمتني إياها العشرينات!

قياسي

هل أنت العقد الثاني أو الثالث من عمرك؟ هذه التدوينة ستفيدك -بإذن الله- فهي تتناول أربع نقاط خرجت بها كدروس من مرحلة من صفحة العشرينات أو ما يسمى بالعقد الثالث التي طويتها -كمرحلة عمرية- قبل فترة قصيرة.

في البداية، لمرحلة العشرينات -خاصة في بداياتها- خصائص عديدة ومزايا يصعب أن تجتمع للإنسان في المراحل العمرية الأخرى فالإنسان في هذه المرحلة لديه:

  1. الوقت.
  2. التزامات اجتماعية محدودة نسبيًا.
  3. سقف التوقعات -المحيطة- منخفضة فيما يتعلق بإنجازاته.
  4. الشباب والنشاط.
  5. حديث عهد بالدراسة.

العشرينات مرحلة النشاط وحداثة العهد بالتعليم وفيها يكون وقت الشخص -الغالب- لنفسه؛ فالتزاماته الاجتماعية أقل منها عندما يتزوج ويأتيه أولاد ويصبح ملزمًا بالعديد من المسؤوليات الاجتماعية فضلا عن أن المجتمع -بشكل أو بآخر- لا يتوقع ممن في العشرينات مثلما يتوقع ممن في الثلاثينات مثلًا.

وبرأيي ينبغي على من هم في العشرينات -ومن انخرطوا في الدراسة الجامعية أيضًا- البدء بالتفكير مجموعة من النقاط، أبرزها:

أولًا: نعم الشهادة الجامعية في غاية الأهمية لكن الوصول للعلم لم يعد صعبًا مع التقنية الحديثة، بل تكمن الصعوبة في أن عصرنا عصر المهارة. لذلك لا تركز على جوانب العلم وتهمل الجوانب المتعلقة بالمهارات؛ فالعلم -بشكل أو بآخر- يمكن الوصول له بنقرات بسيطة في أي محرك بحثي، سواء كان علميًا أو عامًا! ولكن المشكلة في المهارات والمهارات والمهارات!

أبرز المهارات المطلوبة في سوق العمل في 2025 (المصدر: أرقام)

ثانيًا: تحتاج للابتعاد عن النمط التقليدي فيما يتعلق بالأهداف المستقبلية وإدارتها، نعم الأهداف تحتاج لإدارة بداية من مرحلة التخطيط لها وتحديدها ثم العمل عليها وانتهاء بتحقيقها، ومن ذلك ألّا تستنسخ أهداف الآخرين! ولعلي هنا أحيل لتدوينة سابقة كتبتها قبل عدة سنوات عن إدارة الأهداف بعنوان “عشرون باريتو وإدارة أهدافك” يمكن الوصول لها بزيارة المدونة أدناه:

عشرون باريتو وإدارة أهدافك

ثالثًا: قبل خمس سنوات كان من النادر أن تشاهد تواجدًا احترافيًا لطلبة الجامعات في الفضاء الإلكتروني بشكل احترافي، مثلًا في لينكدان ولكن اليوم نجد الكثير من الطلاب ينشطون في هكذا منصات بمجرد انخراطهم في الجامعة وهذا مؤشر جيد ولكن؟؟

تذكر: ألّا يكون عند الناس انطباع عنك خير من الانطباع السيئ.

في هذه المرحلة العمرية قد يؤثر عليك محيطك الافتراضي فيجعلك تفعل ما قد تندم عليه لاحقًا وهنا أخص بالذكر شبكات التواصل الاجتماعي؛ فكثير من الناس يستهين بما ينشره فيها ويعتقد أن محركات البحث -مثله- تنسى ولكنها لا تنسى!

فاحذر حتى لا يقال لك “تغريدك أوكا وفوك نفخ”:

تغريدك أوكا وفوك نفخ !!

رابعًا وأخيرًا: النجاح ليس وليد صدفة، بل هو -بعد توفيق الله- نتيجة عمل تراكمي وقد قال القائل: “وفاز باللذات من كان صبورًا”، ولا أعلم من الناجحين أحدًا إلا وقد كان نجاحه بشكل أو بآخر نتيجة عاداته اليومية، الأسبوعية، الشهرية.. إلخ بعد توفيق الله طبعًا.

وللعادات -أو التكرار- أثر عجيب في تطوير الإنسان، فتش في سير المخترعين مثلًا ستجد أنه كرر التجربة عشرات المرات قبل أن يصل للنجاح! ولعلي هنا احيل إلى مقالة سابقة عنوانها “أنت ما تفعله دائمًا”

“ما تفعله دائمًا هو أنت”*

انتهى.

(هذه التدوينة في أصلها سرد في تويتر، لقراءتها في تويتر انقر هنا)